أن اشعر بشعورك شيئ مستحيل جدا ،
ان احاول مساعدتك شيئ ممنوع جدا ،
ان اكتبك هذا الشيء الوحيد الذي اتقنه ! .. ومريح جدا
اشغل التلفاز - مسلسل أجنبي - ، افتح نافذة غرفتي .. جو مكتوم ، لادافئ ولابارد .... ، استلقي على سريري ، هاتفي وحاسوبي .. لوحة المفاتيح .. باحرفها العربية تغريني ..
وانت هناك لا زلت 'ملهمي '
بخطوات طويلة وسريعة - كما تعود دائما- ، اركض خلفه كطفلة مدللة احاول جاهدة الوصول اليه .. اتعلق بذراعه .. ابتسم له وانا انظر في عينيه - يوسف ، ابطئ قليلا رجلي ليست بطول رجليك !
يبتسم لي ايضا ، يمسكني ويخبأني تحت معطفه ..... ونضحك - كأننا سكارى - .
خطواته لاتزال طويلة ، لكنها مثقلة ومنهكة .. يمشي في زقاق طويل ضيق ومظلم ، يلتقي بصديقه القديم .. يحيه ، يصافحه .. يعانقه .. يخرج جيوبه من سرواله ، دلالة على انه لا يملك نقودا
يبتسم له 'يوسف ' - وهو يخرج بعض القطع النقدية - ستكفي ثمن زجاجة
يمط الاخر شفتيه - واحدة فقط ؟ وبدون إمرأة ؟؟
- سنتقاسمها يارجل .. يردد يوسف وهو يلف صديقه بذراعه
- نتقاسم المرأة ام الزجاجة ؟؟
يترنحا ويتميلا و تعلو ضحكاتهما وشتائمها
هما لم يسكرا بعد ، ولكن النيات تسبق الاعمال
تسري قشعريرة في كامل جسدي ..
تتسارع نبضات قلبي .. تهب ريح قوية ..
اسرع الى النافذة لاغلقها ..
يتكأ على حائط منزل مهجور ، يضعان امامهما الزجاجة .. تمر سيارة قديمة .. نباح كلاب .. وقطة تتمطط امامهما
يمسك 'يوسف ' الزجاجة ويحدد عليها علامة ويردد وكانه يهذي بالكلامات
- اشرب الى هنا ، واترك لي الباقي بالعدل ياصديقي
- كلا ، يردد صديقه بصوت محشرج ... - نحن لا نسكر لنفس السبب فليس من المنطق ان نشرب بنفس الكمية
انا اسكر لاجل امرأة ، وانت تسكر من اجل امراة .. انا اسكر لاتذكر تفاصيلها .. وانت تسكر لتنسى ملامحها
انا اسكر لاملك الجرأة حين اقابلها .. وانت لتدفنها ، اذا انا ساشرب اكثر منك
- اذا انا اسكر من اجل امراة وانت تسكر من اجل وهم ؟ اتركه وهما ولن تضطر للسكر ابدا . ردد يوسف وهو يتنزع الزجاجة من يدي صديقه ...
- ليست كل النساء كحبيبتك ' الخائنة' ...
- اجل ، ليست كل النساء كهي .. ولكنها هي ككهلن .. تشبهن في غدرهن ومكرهن ، في انانيتهن ، في سذاجتهن ، في اغرائهن ....وليس في وفائهن او اخلاصهن او دفئهن
اهكذا حقا انا ، اهكذا حقا يفكر في ... افكر في تعديل ماكتبت !
" انصفيه رجلا ولو مرة على الورق "
العودة للتعديل وضع للجبناء فقط ..
نحن لايمكن ان نصحح اخطاء ماضينا ، فلما يمكن ان نصحح اخطاء اقلامنا ؟؟
- يقق صديقه ، ويحاول التوازن .. يشير بابهامه الى ' يوسف ' وهو يضحك بصوت عالي
- اذا انت لديك نصف إمرأة ، اذا بالعدل يا صديقي
ينظر يوسف الى الزجاجة مطولا .. يحني رقبته .. يلثمها ويبتلعها كاملة وجرعة واحدة
. يردد وهو يبتسم وكانه عاد الى رشده
- بل زجاجة كاملة ونصف إمرأة ....!
انتهى !