حجة الوداع هي آخر حجة أداها النبي محمد (ص). في مكة ألقى النبي محمد (ص) خطبة نوه أن وقت وفاته اقترب. و أدلى فيها بوصايا مهمة لكل المسلمين تنال الكثير من الأمور الحياتية و الاجتماعية و غير ذلك من المجالات. الكثير من المصادر خلطت بين ما اشتملت عليه خطب النبي محمد (ص) في مكة و عرفات و مِنى.
مما جاء في تلك الخطبة حسب ما ورد في كتاب تحف العقول كان:
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على العمل بطاعته وأستفتح الله بالذي هو خير.
أما بعد : أيها الناس ! اسمعوا مني ما أبين لكم ، فإنى لاأدري لعلي لاألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
أيها الناس : إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام ، إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد.
و جاء فيها أيضاً:
أيها الناس : إنما المؤمنون إخوة ، ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفس منه. ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد . فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي . ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد!
أيها الناس : إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم . وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى.
ألا هل بلغت ؟
قالوا : نعم.
قال : فليبلغ الشاهد الغائب.
و أوصى صلى الله عليه و آله وسلم فيها بالنساء خيراً و كان من جملة مقاله فيهن:
أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء ، واستوصوا بهن خيراً.
و لابد هنا التنويه بأن الخطبة الأخيرة التي ألقاها النبي محمد (ص) في مضمون حجة الوداع في طريق عودته منها إلى المدينة كانت خطبته الغديرية الجلية الغراء في غدير خُم حيث اجتمع هناك آلاف المسلمين بأمره. تلك الخطبة نجدها واضحة صريحة في الكثير من المصادر الإسلامية لأهميتها التاريخية حيث بايع فيها المسلمون علي ابن أبي طالب (ع) ولياً لهم بعد رسول الله (ص) بأمر من الله و رسوله (ص).