مّجتُمعَ أٌرِوُأِحَ أَبِدأَعِية| يتنفَسْ ألإبَدآعُ والخَيآلْ ©
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مّجتُمعَ أٌرِوُأِحَ أَبِدأَعِية| يتنفَسْ ألإبَدآعُ والخَيآلْ ©


 
الرئيسيةالإعلاناتأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 و تستمر الحياة

اذهب الى الأسفل 
+2
شيماء.
ندى
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ندى
نبضِ آلجنؤنِ
ندى


انثى
مُشآركاتيّ : 56
تسجيليّ : 02/12/2013
العمر : 23
الموقع : المغرب ؛ وجدة

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 05, 2013 3:31 am

-"نفيسة".
تسلل ذلك النداء الهامس إلى أذنيها،فقالت و قد افتر ثغرها عن ابتسامة هادئة:

-"كنت أتساءل متى سأسمع هذا النداء؟"

ارتسمت ابتسامة على محيا الشاب صاحب النداء،و قال و هو يخفي يديه في جيوب معطفه الأسود:

-"لم تلتفتي حتى،هل أنا بشع لهذه الدرجة؟"

أجابته "نفيسة" وهي تأخذ نفسا عميقا:

-"أشم رائحة الورد،لماذا أحضرتها؟"

أفلتت ضحكة من شفتي الشاب و هو يرد قائلا:

-"تملكين حاسة شم مخيفة،لدي أسباب دفعتني لإحضار الورد هذه الكرة"

اختلط صوت قطرات المطر و هي ترتطم بالأرض مع وقع خطواتهما و هما ينعرجان نحو زقاق خال.

-"لقد تركك،لماذا لا تستوعبين ذلك،رحل و خلف ورائه زوجة و جنينا في شهره الأول،و رغم ذلك ترفضين نسيانه"

التقطت أذنا "نفيسة" هذه الكلمات من ثغر الشاب الذي يسير خلفها،و لكنها لم ترد عليه،فقد لدغت الذكريات فؤادها و انهمرت عليها كالسيل.......

إنه حب الطفولة و المراهقة و الشباب،لقد أحبا بعضهما حبا حقيقيا قلما نراه هذه الأيام،كان فتى عاديا،ابن الجيران الفقير الذي لم يكمل دراسته،و فضل أن يساعد والده في محل البقالة،كان أقرب إلى البشاعة منه إلى الوسامة،و الحب حين يقتحم القلوب لا يسأل أصحابها إن كان المحبوب وسيما أو مليء الجيب،فهي أيضا لم تكن فاتنة و لا قبيحة،مجرد فتاة عادية أحبت و كفى،وقعت في شراك حبه مذ كان في عمرها عشر سنوات،واستمرت علاقتهما تغلي في حمى العشق مدة ست سنوات،توج فيها هذا الحب بإكليل الزواج،و لكن السعادة أحيانا تموت قبل أن تكتمل.

تزحلقت دمعتان على خدها و انتشلتها ملوحتهما لما استقرتا في فمها من يم الذكريات.

-"هل تذكرين حين التقينا أول مرة،كنت فظة سليطة اللسان حينذاك،لقد اعتذرت لك غير ما مرة و لكنك لم تقبلي أسفي...و إلى الآن لا أزال أذكر ملمح الصدمة على محياك لما فاجأتك أمام الإعدادية و قد ابتعت لك فستانا كاعتذار و تعويض عن فستانك الذي لوثته بالقهوة،و لكنك أخذت الفستان من يدي بعنف،و حشرته في حقيبتك الممزقة،و انصرفت بدون كلمة شكر واحدة"

ابتسمت "نفيسة" و هي تقول:

-"لقد ارتديت ذلك الفستان في حفل زفافي بعد مرور عامين على ذلك الحادث"

تسللت عدوى التبسم إلى ثغر الشاب و هو يجيب قائلا:

-"أعجبت بك منذ اللحظة التي صرخت فيها في وجهي معاتبة إياي على قلة انتباهي،لم تكترثي لوسامتي و لم تعيري اهتماما لسعة ذات اليد الذي تبدو علي...تحريت عنك و عرفت من أنت و أين تسكنين و من تحبين...."

سكت للحظة،و أنصت لقطرات المطر و هي تعانق حبيبات المطر في هياج،ثم استطرد و قد علت محياه أمارات الحزن:

-"عندما وصلني نبأ زواجك أسقط في يدي،فقد أنشأ حبك مستوطنة في قلبي و تعذرت علي مقاومته...و لكن رغم ذلك و اصلت استقبال ذبذباتك،و علمت بما انتهى إليه حالك بعد ستة أشهر من الزواج،قدمت إليك كل ما أستطيع من مساعدة حتى تنجبي ابنتك في أحسن الظروف،و لكني لم ألق منك نظرة امتنان واحدة رغم..."

قاطعته "نفيسة" وهي تستدير إليه و تقول بلهجة من نفذ صبره:

-"لماذا تلاحقني؟ ألم تمل في كل هذه السنين من السير خلفي في نفس الوقت و نفس اليوم في نفس الشهر كل عام؟طوال خمس سنوات كنت تتبعني دون أن تنبس ببنت شفة و في السنة السادسة فككت الأغلال عن لسانك لتجرح مشاعري و تهين حبي،ألا تعي أن الحب حين يكون حقيقيا يستوطن القلوب و يأبى مغادرتها؟كيف تريد مني أن أحبك و قلبي ملك لشخص آخر؟"

فاجأتها النبرة الهادئة في صوته و هو يجيبها قائلا:

-"لقد و صلنا،اخفضي صوتك المزعج"

واصلت "نفيسة" حديثها و كأنه لم يقاطعها:

-"ست سنوات و لم تمل من رفضي لك؟ما خطبك؟هل أنت بشر؟هل ل....."

-"أنت تحبينني"

قاطعها الشاب بهذا القول،فتجمدت الكلمات على شفتيها،فاستطرد و هو يعيد خصلة نافرة من شعره إلى مكانها:

-"مذ رأيتني و أنا أحمل ابنتك الوليدة لأعطيك إياها في المستشفى،لمحت في عيونك كلمات تحمل معاني عديدة،لم أفهمها حينذاك،و لما تكررت لقاءاتنا بمحض صدف صنعتها،كانت عيناك تهربان و ترفضان النظر إلي،حينها أدركت أنك تكنين لي مشاعر كما أكنها لك،فقررت أن أرافقك في زياراتك السنوية لعل رفقتي تؤانسك،و لكي أروي تلك الوردة التي زرعتها في فؤادك،و طوال هذه السنين كنت أنتظر رؤيتها يانعة،و اليوم أعتقد أنها قد أينعت و أن موعد قطافها قد حان كي أتنشق عبيرها عن قرب"

لم تلتقط أذناه أي تعليق من "نفيسة" فقد استدارت و واصلت السير.

توقفت دموع السماء عن الانهمار،و انتهى المطاف بالفتاة و الشاب إلى المكان المقصود.

هرولت دمعة على خد الفتاة محاولة اللحاق بأخواتها،و لكن أصابع طويلة امتدت مانعة إياها من تحقيق مرادها.

-"يكفيك بكاءا على أطلال الماضي،يكفيك تحسرا على حاضرك البائس،لماذا لا تتطلعين إلى غد أفضل،حياة أفضل،استديري،"نفيسة" انظري إلي،أنت تحبينني و أنا أحبك،امنحيني مفتاح قلبك و دعيني أتكفل بالباقي،يكفيك عنادا،لقد أحببته اثنا عشر عاما،يكفيه كل هذا الإخلاص و الوفاء منك..."نفيسة" بعض قصص الحب تنتهي و مهما حاولت إحيائها لن تعود، لقد أسدل الستار على حكايتكما،دعي قصتنا تبدأ"

بهذه الكلمات نطق ثغر الشاب الملحاح،و هو يحدق بعيني "نفيسة" السوداوين.

تسللت لهجة الأمر إلى صوتها و هي تقول:

-"ضع الورود على القبر"

-"لم أحضرها من أجله،إنها لك"

و أخرج الشاب وردة حمراء من الجيب الداخلي لمعطفه و علبة مخملية سوداء صغيرة الحجم، وهو يستطرد قائلا:

-"هل أفتحها الآن؟"

بمجرد ما وقع نظر "نفيسة" على الوردة و العلبة حتى أسرعت بمغادرة المقبرة و هي توسع الخطى،فتبعها الشاب دون أن يقول حرفا واحدا،و ما إن وصلا إلى ذلك الزقاق الخالي،حتى التفتت إليه "نفيسة" قائلة و ابتسامة فاتنة ترتسم على محياها:

-"لقد ابتلت ملابسي يا "أيوب" و أشعر بالبرد،اعطني معطفك و اذهب لإحضار ابنتي من المدرسة،و سأزف الخبر السعيد للعائلة".



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيماء.
نبضِ آلجنؤنِ
شيماء.


انثى
مُشآركاتيّ : 81
تسجيليّ : 25/07/2013
العمر : 22
الموقع : المغرب Maroc

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 05, 2013 9:26 pm

طرح مميز
جيد جدا واصلي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
نبضِ آلجنؤنِ
ندى


انثى
مُشآركاتيّ : 56
تسجيليّ : 02/12/2013
العمر : 23
الموقع : المغرب ؛ وجدة

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 06, 2013 4:27 am

شكرآآآآآآآا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طيف الهلال.
آدآرة آل : جنؤنِ ،
طيف الهلال.


انثى
مُشآركاتيّ : 185
تسجيليّ : 22/07/2013
العمر : 22

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 20, 2013 4:41 pm

جميله القصه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aroah23-anme.ahlamountada.com
aymen.z
نبضِ آلجنؤنِ
aymen.z


مُشآركاتيّ : 9
تسجيليّ : 08/10/2013

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 29, 2013 8:34 pm

وتستمر الحياه مع سلفر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
iraq moon
نبضِ آلجنؤنِ
iraq moon


مُشآركاتيّ : 11
تسجيليّ : 07/09/2013

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالجمعة يناير 03, 2014 12:45 am

تسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مصريه وبلادي ام الدنيا
نبضِ آلجنؤنِ
مصريه وبلادي ام الدنيا


مُشآركاتيّ : 13
تسجيليّ : 17/09/2013

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 07, 2014 7:26 pm

مواضيعك كلها ابداع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
نبضِ آلجنؤنِ
ندى


انثى
مُشآركاتيّ : 56
تسجيليّ : 02/12/2013
العمر : 23
الموقع : المغرب ؛ وجدة

و تستمر الحياة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: و تستمر الحياة    و تستمر الحياة  I_icon_minitimeالخميس أبريل 03, 2014 10:01 pm

شكرآآا احبائي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
و تستمر الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مّجتُمعَ أٌرِوُأِحَ أَبِدأَعِية| يتنفَسْ ألإبَدآعُ والخَيآلْ © :: منتديات أدبية :: 28 حرف مكتوب !-
انتقل الى: